المتنکره

فخریه دریس : لا داعی لمتابعه المسلسل؛ فحیاتنا اصحبت اکثر تراجیدیه من المسلسلات ومدّ یدیه نحوها؛ حاملا فیها ملابس رجالیه. ماذا؟ خرج الصوت من جوفها بحشرجه ، ارتدی ملابسی وأهربی نظرت إلى الملابس الممدوده نحوها؛ ارتجفت شفتاها؛ مسکت جهاز التحکم عن بعد. خفضت صوت التلفاز. کانت الممثله هائمه على وجهها تسیر على غیر هدی فی […]

فخریه دریس : لا داعی لمتابعه المسلسل؛ فحیاتنا اصحبت اکثر تراجیدیه من المسلسلات ومدّ یدیه نحوها؛ حاملا فیها ملابس رجالیه. ماذا؟ خرج الصوت من جوفها بحشرجه ، ارتدی ملابسی وأهربی

نظرت إلى الملابس الممدوده نحوها؛ ارتجفت شفتاها؛ مسکت جهاز التحکم عن بعد. خفضت صوت التلفاز. کانت الممثله هائمه على وجهها تسیر على غیر هدی فی الشوارع. کانت تتنکر بزی الرجال

*- إلى أین؟*

وإمارات الدهشه تغزو وجهها.

*- إلى أیّ مکان غیر هذا البیت التعیس*

قال اخوها وازدرد ریقه. دنت أیدیهما من بعضها البعض مرتجفه. مسکت البنطال والقمیص والقبعه بأطراف أصابعها. ذلک العجوز الهرم لا یستحقکٍ، کم کرهته وفاه الفاغر من دون أسنان. لقد وعد أبی ببندقیه صید ثمینه؛ إن تزوج منّی

*- موعدهم فی الساعه العاشره من صباح الغد؛ حتى ذلک الحین ستکونین بعیده من هنا قال ذلک وهو مطاطا راسه ینظر إلى السجاد. سکتت. لم تقل شیئا. دخلت احدى الغرف. اطفأ الأخ التلفاز. خرجت من الغرفه

*- ما اجملک بهذه الأزیاء*

انخطف لونها وتمتمت

*- لم یستجب أبی لتوسلاتی*

*- ولا لنا جمیعا؛ لقد افقدته عقله تلک البندقیه!*

*- لقد سحره ذلک العجوز الاصلع*

نظرت إلى نفسها بالمرآه المعلقه بباب الصالون. نزّت من عینیها دموعا حارقه. رمت بنفسها فی احضان أخیها.فی الساعه الثامنه صباحاً رنّ هاتف الأب. تم استدعاؤه إلى دائره الرعایه الاجتماعیه. وقّع هناک على استمارات قانونیه ألّا یصیب الفتاه أی مکروه.

*- رجاء اعتنوا بها ولا تخبروا احدا عن مکانها؛ فأبن عمها یبحث عنها لیقدم رأسها للشیخ برهانا على غسل العار. قال ذلک الأب وخرج من الدائره یخط برجلیه