رحيل صوت ” قريتنا / بقلم أمير منيعاوي

كم هو مؤلم ان تفقد رفيقاً كان يوماً يحمل همّ شعباً استنزفه القدر ، و عبئ مجتمع كثر الداء فيه و قل المداوي . و كم هو صعب ان يفقد الوطن رجلاً صالحاً سعى لإصلاحه و اخراجه من ظلمات الجهل الى نور العلم و المعرفة .الاستاذ عباس مقدم الإعلامي و الباحث الاجتماعي بعد مساء خميس […]

كم هو مؤلم ان تفقد رفيقاً كان يوماً يحمل همّ شعباً استنزفه القدر ، و عبئ مجتمع كثر الداء فيه و قل المداوي . و كم هو صعب ان يفقد الوطن رجلاً صالحاً سعى لإصلاحه و اخراجه من ظلمات الجهل الى نور العلم و المعرفة .الاستاذ عباس مقدم الإعلامي و الباحث الاجتماعي بعد مساء خميس ادى به لغيبوبة دامت سبعة و عشرون يوماً ، رحل مساء اربعاءاً سوداء بعيد عن رؤية اهله و اصدقائه في احدى مستشفيات الأهواز.

عباس مقدم ولد في قرية ” الگيداري” احدى قرى مقاطعة الدورق عام ١٣٥٨ هـ.ش ، في اجواء قروية . و ترعرع في احضان نخيل تلك القرية و دخل مدرسة الابتدائية و المتوسطة و الثانوية في مدينة الفلاحية حتى ان نجح في كلية الاعلام في طهران و تخرج منها بشهادة البكلوريا و توظف بقسم الابحاث للأذاعة و التلفزيون في مدينة عبادان و عمل فيها كباحث لعدة سنوات.من ثم نجح عباس بجامعة شمران في كلية علم الاجتماع و تخرج منها بشهادة الماجستير حتى ان اصبح استاذاً في جامعتي ” پيام نور” لمدينتي عبادان و الفلاحية.عملَ في تقديم برنامج ” قريتنا” في القسم العربي لأذاعة عبادان ، حتى ان عُرِفَ ” بأبو مصطفى ” ذات الصوت الرائع الذي جلب الكثير من المستمعين لسماع برنامجه الراقي . و بعد تدشين القسم العربي في تلك القناة عمل في غرفة الأخبار حتى ان صار رئيس تحرير ذلك القسم.
صباح الخميس التاسع من اكتوبر – تشرين الأول مصادف 17 مهر ، عندما كان زائراً لأهله في الدورق ، عاد مساء ذلك اليوم للإشراف على بث الاخبار في قناة عبادان ، لكنما حصل له حادث حين دخوله عبادان على الطريق الدائري و اصطدمت سيارته بآلة حفر ( شبل – بگهول) التي كانت تريد عبور الجادة بطريقة غير قانونية و اصطدم رأسه بشدّة و نقل لمشفى طالقاني في عبادان و من ثم نُقِلَ لمستشفى ” گلستان” في مدينة الأهواز و راح في غيبوبة دامت سبعة و عشرون يوماً حتى ان وافاه الأجل مساء الأربعاء 5 نوفمبر – تشرين الثاني مصادف 13 آبان.كان عباس من الحاملين لعبئ المجتمع ؛ بحيث كان باحثاً اجتماعياً و اعلامياً يطمح لإصلاح مجتمعه و العيش فيه بسلام .كان عباس اسوة حسنة و نموذجاً يحتذى به اخلاقياً و معرفياً و اعلاميا ، حيث كان موته فاجعة لبنته : ” بشرى ” ، و ابنه : ” مصطفى ” و اهله و رفاقه ، و ثلمة للمجتمع الأهوازي لا تعوض بثمن . فسلامٌ عليه يوم ولد و يوم عاش اعلامياً صادقاً و يوم يبعث حيّا