الأقصى و الذاکره المؤلمه

عارف خصافی : لو نظرنا إلى فلسطین و تاریخها فی الثمانینات الأخیره،_ و لو نظرنا إلى ما بعدها_ إلى المجازر التی ارتکبتها إسرائیل تجاه فلسطین و بالأحرى قطاع غزه و إلى حروبها القاسیه و الظالمه لوجدناها طوال هذه السنین و هی مکتوفه الأیدین امام کیان غاصب و ظالم بلا رحمه. إذن ، کیف تنسى غزه […]

عارف خصافی : لو نظرنا إلى فلسطین و تاریخها فی الثمانینات الأخیره،_ و لو نظرنا إلى ما بعدها_ إلى المجازر التی ارتکبتها إسرائیل تجاه فلسطین و بالأحرى قطاع غزه و إلى حروبها القاسیه و الظالمه لوجدناها طوال هذه السنین و هی مکتوفه الأیدین امام کیان غاصب و ظالم بلا رحمه.
إذن ، کیف تنسى غزه کل هذا؟

کیف تنسى المجازر التی ارتکبتها إسرائیل تجاه أطفالها و نساءها؟و کیف ینسى الطفل الذی یشاهد انجرار والده على ید الجنود الإسرائیلیه تسوقه إلى السجون المخوفه؟

هذه الأطفال، الآن نشأوا و کبروا_ و عرفوا معنى الظلم و الإحتلال.و لا ینسون، قطع الماء و الکهرباء و منع دخول الغذاء إلى عوائلها أبدا.و لا تنسى غزه المعاناه التی عانتها من قساوه الصهاینه.

نحن شاهدنا عن بعید_ مجازر عده تمزّق القلوب بقساوتها و تقشعر الأبدان من مشاهدتها، فکیف لو شاهدها طفل حین یرى تتفحّم الأطفال من نیران قنابل إسرائیل و صواریخها؟

و شاهدنا کیف تحمّلت غزه کل هذه القساوه فی عصر الدیمقراطیه المزعومه؟!
اذن سوالی: ما الذی حصل؟حاصرتم غزه بجدرانکم الهائله و ما الذی حصل؟! أین جدار برلین و حصارها؟

قرأتُ ترجمان من مقال قد نشرتها صحیفه “هآرتس’ یقول کاتبها الاسرائیلی:
( یبدو أنّنا نواجه أصعب شعب قد عرفه التاریخ).

نعم؛ شعب فلسطین ، شعب شجاع و أبیّ، و یصرُّ على حقّه و أنتم تعلمون بهذا.
أرملتم النساء ، قتلتم الأطفال و هدّمتم منازل غزه_ إذن ما الذی حصل؟! استمرتم بإحتلال فلسطین و ظلمتم شعبها بأبشع مجازر على مر التاریخ.
ما الذی حصل؟

و قولی لکم: یا ساسه العالم! غزه ، شعب لا یکُفّ عن نضاله ما دام الإحتلال قائما و مهیمنا علیها.إن غزه لها أبطالها_ قد ولدوا من رحم أمُّها و هم مناضلون.

غزه لها شجاعتها، تثقّفت فی شوارع فُرسانها. إذن أیُّها العالم؛ علیکم ان تنظروا إلى بطولتها و استقامتها و صمتها و فروسیتها.الیوم خیر شاهد، قد مرّ علیکم طوفان و تمرّ علیکم عواصف إن لن یکفّ إحتلالکم من هذا الشعب الأبی.

و الیوم تکوّنت المقاومه الفلسطینیه من أطفال الأمس فنراهم لا یخضعون للاحتلال و لا یکفّون عن دفاع وطنهم حتى لو تنزّلت على بیوتهم أطناناً من القنابل، لأن، هذا ما صنعته أیدیکم تجاه هذا الشعب الأعزل.و الیوم قد شاهد العالم إن المقاومه قد قصفت العمق الأراضی المحتله.هذا الذی حصل و هو حصیله صنعکم.

هل برأیکم ستنتصرون؟! کلا ،‌لأن لا تنسون إن غزه قد تنجب أصعب شعب لا یتراجع و لا یخضع.و أذکّرکم بأن التاریخ سیعرّفه لکم أکثر فأکثر.