المرأه الأهوازیه و المتطلبات العصریه – الجزء الثانی

یرى الکثیر من متابعی شأن المرأه أن إحدى الأسباب الرئیسیه فی إبتعاد بعض النسوه الاهوازیه عن هویتها العربیه و إرتماءها فی أحضان هویه الغیر و ثقافتهم کانت إهمالها فی مجتمعها العربی ؛ لذا و مما لاشک فیه أنه کلما إزداد التفوق النسوی کلما إزدادت الثقه عند هذه الشریحه و کلما إرتفع الإهتمام بالمرأه و متطلباتها […]

یرى الکثیر من متابعی شأن المرأه أن إحدى الأسباب الرئیسیه فی إبتعاد بعض النسوه الاهوازیه عن هویتها العربیه و إرتماءها فی أحضان هویه الغیر و ثقافتهم کانت إهمالها فی مجتمعها العربی ؛ لذا و مما لاشک فیه أنه کلما إزداد التفوق النسوی کلما إزدادت الثقه عند هذه الشریحه و کلما إرتفع الإهتمام بالمرأه و متطلباتها العصریه إزداد تعلقها و حبها لمجتمعها و هویتها العربیه.و قد حصل بعض الإنجاز و بعض الإهتمام فی هذا المجال بعد ما شعر المثقف الأهوازی و إستوعب أن المرأه نصف المجتمع فلا یمکن له أن یواکب عجله التقدم العلمی و الحضاری و هذا النصف مهملا أو جاهلا و مبعدا خاصه فی هذا الوقت الذی تکالبت علیه الظروف المستعصیه و الحرمان و التهمیش من کل حدب وصوب ؛ فصح قول الشاعر أحمد شوقی:

إذا النساء نشأن فی أمیه         رضع الرجال جهاله و خمولا

و ما نعرفه نحن أن الأمیه هنا والتی تربی الجهل و الخمول وبالتالی تسبب فی إنهیار الأمه و المجتمع لم تختصر على القراءه والکتابه و إنما أمیتها و جهلها تجاه کافه ما لها و ما علیها من حقوق فی شتى المجالات .وهنا لابد من القول بأنه وإن کان هنالک تقدم أو تطور ما قد حصل تجاه المرأه و مکانتها فی الآونه الأخیره فهذا أولاً لم یحصل بین عشیه و ضحاها و إنما هذه مسیره طویله بدأت منذ عقود من الزمن و لا أرى توقفا لها فی القریب العاجل.

ومن جانب آخر لم یکن دور الرجل الأهوازی فی هذه المسیره أقل من دور المرأه نفسها ، فإذا ما نظرنا مثلاً إلى الأصوات المنادیه بحقوق المرأه و الأقلام التی کَتَبَت فی هذا السیاق تتضح لنا الصوره و الدور الذی قام به الرجل الأهوازی طوال السنین الماضیه فی تحسین مکانه المرأه حتى أصبحت المناداه بحقوق المرأه من صفات الرجال المتقدمین و التقدمیین و المثقفین و ترى هذا الإدعاء حتى على لسان من لایؤمن أصلا بشئ إسمه حریه المرأه خشیه و خیفه من الإنزلاق و الوقوع فی دائره المتزمتین و المتحجرین الرجعیین.و قد حصل کل هذا بعد ما کانت المرأه تباع و تشترى فی أحسن الأحوال بما یسمى المهر و إنها ناقصه العقل و الدین و ضلع قاصر ، وإنها عوره فی قمه الرأس إلى أخمص القدمین .

و إن کنا نعتبر تبیان حقوق المرأه و تبیینه فی مجتمعنا الاهوازی – نظرا إلى ظروفها المأساویه و واقعها المریر – حاجه ماسه و ضروریه ملحه و حتى الکثیر منهم یرى أن المرأه العربیه لاتزال تخطو مراحلها الأولى نحو الحصول على حقوقها و حریتها إلا أن المشکله الکبیره فی عصرنا الحاضر إزاء المرأه و حقوقها تکمن فی ضبابیه المطالب النسویه فی المجتمع الأهوازی. فبعد أن کان المطلب الرئیسی للمرأه الأهوازیه و المنادین بمصیرها هو حقها فی التعلیم و دخولها الجامعات و الساحات الانتخابیه و الفکریه و الریاضیه ؛ أصبحت المطالب الآن کالضوضاء لایعرف ماذا ترید و بماذا تطالب…

لهذا یرى الکثیر من المحللین و متابعی الشأن النسائی أن المرأه الأهوازیه تفتقد کثیرا لصوره واضحه المعالم من مطالباتها العصریه . فعلى سبیل المثال حتى من شارکن فی برنامج حوار الإسبوع على قناه خوزستان المحلیه لم یتمکن من طرح معاناتهن المعاصره کما ینبغی ما عدا طرح کلمتین مکررتین و هما: حریه المرأه و تحریر المرأه بدل الخوض فی تفاصیل هذه الحریه و المصادیق لهذا التحریر المزعوم…
یتبع………….

قاسم مزرعه فرد