المختصر من خصائص یعسوب الدین / نعیم حمیدی

اسم والده : كفيل رسول الله والمحامي عنه وناصر الإسلام شيخ قريش وسيدها أبو طالب بن عبد المطلب واسمه عبد المناف أخو عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهما من أم واحدة ، فنسب الإمام علي عليه السلام هو نفس نسب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ هما أبني […]

اسم والده : كفيل رسول الله والمحامي عنه وناصر الإسلام شيخ قريش وسيدها أبو طالب بن عبد المطلب واسمه عبد المناف أخو عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهما من أم واحدة ، فنسب الإمام علي عليه السلام هو نفس نسب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ هما أبني عمّ .اسم الأم الطاهرة : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف والإمام علي هو وأخوته أول من ولد من هاشميين ، وكانت سلام الله عليها كالأم لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، رُبي في حِجرها الرسول ، وكان شاكراً لبرها ، وآمَنَتْ به صلّى الله عليه وآله في الأوّلين ، وهاجَرَتْ معه في جُملة المهاجرين .ولمّا قبضها الله تعالى إليه كَفّنها النبي صلّى الله عليه وآله بقميصه ليَدْرَأ به عنها هوامَّ الأرض ، وتوسّد في قبرها لتَأْمَنَ بذلك من ضَغْطة القبر، ولقّنها الإقرارَ بولاية ابنها – أمير المؤمنين عليه السلام – لتجيبَ به عند المساءلة بعد الدفن ، فخصَّها بهذا الفضل العظيم لمنزلتها من الله تعالى ومنه عليه السلام ، اُنظر الكافي 1: 377 ، دعائم الإسلام 2: 361 ، خصائص الأئمة : 64.

اخوته : طالب ، عقيل ، جعفر ( الطيار في الجنة) .
أخواته : أم هاني ، جمانة .
تاريخ الولادة : ولد عليه السلام في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب بعد مولد الرسول صلى الله عليه وآله بـ 30 سنة من عام الفيل ، سنة 10 قبل البعثة و سنة 23 قبل الهجرة ، وكانت ولادته المباركة : كانت في داخل الكعبة المعظمة المكرمة .
كُنيتُه :أبو الحسن ، أبو الحسنين ، أبو تراب .
ألقابه : أمير المؤمنين ، المرتضى ، الوصي ، حيدرة ، يعسوب المؤمنين ، يعسوب الدين .
آثاره : المحبة في قلوب المؤمنين ، وهو حامي الدين في زمن رسول الله وبعده ، وشارح تعاليمه ومبين أحكامه ، وعدل سيرته وإنصافه ، وبلاغته وفصاحته في نهجه .

ولادة الإمام علي عليه السلام في الكعبة المكرمة :

وهي منقبة لم يشاركه فيها أحد ، وكرامة من الله لتأييد دينه خص بها سيدنا ومولانا علي عليه السلام كما ستعرف في الفصل الثاني ، وإما كيفية الولادة المباركة فهي كما روي :قال زيد بن قعنب : (( كنت جالس مع العباس بن عبد المطلب ما بين فريق من بني هاشم إلى فريق عبد العزّى بازاء بيت الله الحرام .إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين عليه السلام وكانت حامل به تسعة أشهر وكان يوم التمام . ال : فوقفت بازاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق .  مت بطرفها نحو السماء وقالت :[[ ربي أني مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسل وبكل نبي من أنبيائك وبكل كتاب أنزلته وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل وإنه بنى بيتك العتيق ، فأسألك بحق هذا البيت ومن بناه ،وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه ، وأنا موقنة إنه إحدى آياتك ودلائلك ، لما يسرت علي ولادتي ]] .قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت قد انفتح من ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا ، ثم عادت الفتحة و التزقت بإذن الله .فرمنا أن نفتح الباب لتصل إليها بعض نساءنا فلم ينفتح الباب ، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عزّ وجلّ وأهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك وتتحدث به المخدرات في خدورهن .

ثم خرجت في اليوم الرابع بيدها أمير المؤمنين ثم قالت : [[ أني فضلت على من تقدمني من النساء :لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطراراً .وإن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطباً جنيا .وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأوراقها فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف :يا فاطمة سمّيه عليّ والله العلي الأعلى يقول : أني شققت اسمه من اسمي وأدبته بأدبي ووقفته على غامض علمي ، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني و يهللني .وهو الإمام بعد حبيبي ونبيي و خيرتي من خلقي محمد رسولي ووصيه .فطوبى لمن أحبه ونصره والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقه ]] .وفي بعض الروايات أنه لما ولد علي عليه السلام أخذ أبو طالب بيد فاطمة وعلي على صدره وخرج إلى لأبطح ونادى :

يا رب يا ذا الغسق الـدجيّ
والقمـر المبتلـج المضـيّ
بين لنا من حكمـك المقضيّ
ماذا ترى في أسم ذا الصبيّ

قال : فجاء شيء يدب على الأرض كالسحاب حتى حصل في صدر أبي طالب فضمّه مع علي عليه السلام إلى صدره ، فإذا اصبح ، إذا هو أخضر فيه مكتوب :

خصصتـما بالولد الــزكيّ
والطاهر المنتجب الرضيّ
فاسـمه من شامخ عـلــــيّ
علـيّ اشتق اسمه من العليّ

قال : فعلقوا اللوح في الكعبة وما زال هناك حتى أخذه هشام بن عبد الملك وهذه الفضيلة (( ولادته عليه السلام في الكعبة المكرمة )) لم يشاركه بها أحد من البشر :لأن أشرف بقاع الحرم مكة ، وأشرف مواضع الحرم المسجد ، وأشرف مواضعه المسجد الكعبة ، ولم يولد أحد فيها إلا هو عليه السلام ، وخصوصية الولادة كرامة الله لخاصة أولياءه ، وهذه مشهودة في ولادة الأنبياء وهذه خص لها وليه ووصي رسوله علي ابن أبي طالب عليه السلام .فلم يولد مولود في سيد الأيام ( يوم الجمعة ) وشهر حرام ( رجب ) والبيت الحرام ( الكعبة ) إلا أمير المؤمنين عليه السلام ، أبو الأئمة الكرام عليه وعلى آله آلاف التحية والسلام .نقل بتصرف من كتاب منتهى الآمال ج 1 ص 281 – 283 ، هذا .وفي الحقيقة :

هذه من علاه أحد المعالي
وعلى هذه فقس ما سواها

قال السيد الحميري :

وَلدَتهُ في حَـرَمِ الإلـهِ وأمنِـهِ ــ ــ والبيتِ حيثُ فِنـاؤُهُ والمسجدُ
بَيضاءُ طاهرةُ الثيابِ كريمـةُ ــ ــ طابت وطـابَ وَليدُها والمَولدُ
في ليلةٍ غابتْ نُحوسُ نُجومهـا ــ ــ وبَدَت مع القمر المنيرِ الأسعُدُ
ما لُفَّ في خِرق القوابِلِ مثلُـهُ ــ ــ إلا ابـنُ آمِنَـةِ النَّبيُّ مُحمّـدُ

وقال : السيد رضا الهندي :
لمّـا دعـــاكَ اللهُ قِدمــاً ــ ــ لأن تُلَدَ في البيـــتِ فلبَّيتهُ
جَزَيته بين قريشٍ بأن ــ ــ طهَّرتَ مِن أصنامِهِم بيتهُ

 صفات لإمام الشخصية :

كان عليه السلام : ربع القامة ، أزج الحاجبين ، أدعج العينين انجل ، حسن الوجه كأن وجهه القمر ليلة بدر جسناً ، وهو إلى السمرة ، اصلع له خفاف من خلفه كأنه إكليل ، اغيد كأن عنقه ابرق فضي ، وهو ارقب ، ضخم البطن ، أقرى الظهر ، عريض الصدر ، محض المتن ، شثن الكفين ، ضخم المسور ، لا يبين عضده من ساعده قد اندمجت اندماجا ، عبل الذراعين ، عريض المنكبين ، عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري ، له لحية قد زانت صدره ، غليظ العضلات ، خمش الساقين .وذخائر العقبى 57 .

 بعض خصائص أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب :

ـ 1 ـ ولد في الكعبة في بيت الله ولم يولد بها أحد قله ولا بعده ، واستشهد في بيت الله ـ في محراب مسجد الكوفة ـ ، وما بينهما كان بابه وباب رسوله الله فقط من بين جميع خلق الله يحق لهما أن تفتح إلى المسجد النبوي في المدينة ولم يحق لغيرهما .
ـ 2 ـ تولى تربيته رسول الله في كل أدوار حياته .
ـ 3 ـ أول من أسلم وكان هو الذي وصل وضوء رسوله وطعامه عند اعتكافه في غار حراء فكان يسمع ما يسمع رسول الله .
ـ 4 ـ كان أبوه يدافع عن رسول الله ويمنع كبار قريش عن التعرض له ، وكان الإمام علي يقف أمام صغارهم والشبان يمنعهم من التعرض له أو إلقاء الحجارة وما شابهها فكان يصرعهم ويضربهم وكان معروف عنه جر آذانهم حتى يسقطهم الأرض حتى خاف جميع من يقارب سنه أن يشارك الكبار في التعرض لرسول الله .
ـ 5 ـ أول من صلى خلف رسول الله في الكعبة .
ـ 6 ـ بات في فراش رسول الله حتى تمكن رسول الله من الهجرة ولم يعرف به أحد حيث ضن من جاء لقتل رسول الله أنه نائم .
ـ 7 ـ كان وصي رسول الله في مكة فأرجع أمانات الناس التي كانت عند رسول الله وهو وصيه بعده وبعدها كانت هجرته حيث لحق برسول الله بالمدينة بالفواطم الثلاثة أمه وفاطمة بنت رسول الله وفاطمة بنت حمزة ، فلم تستطع قريش أن تمنعه .
ـ 8 ـ آخاه رسول الله صلى الله عليه وآله معه لمّا آخى بين المسلمين .
ـ 9 ـ حامل لواء الرسول صلى الله عليه وآله في أهم غزواته وحروبه ولم يجعل عليه أمير في كل غزوة كان فيها ، وكان بطل الإسلام الأول وبيده كانت أهم فتوحاته .
ـ 10 ـ النبي حمله فوضع الأصنام عن الكعبة .
ـ 11 ـ بلّغ عن رسول الله صلى الله عليه وآله سـورة براءة .

ـ 12 ـ جعله الله أمير للمؤمنين وصي وخليفة وإمام في يوم الغدير ، وبتنصيبه كمل الدين وتمت نعم الإسلام ، وبمولاته نحصل على رضا الرب بنص آيات التبليغ ، وإكمال الدين ، والولاية ، وبلغ عشيرتك الأقربين ، ولكل قوم هاد ، وغيرهن تجد في بحوث النص على إمامته بعد رسول الله .
فكانت البيعة له بالخلافة في الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة في غدير خم بأمر من الله تعالى للرسول صلى الله عليه وآله ، واستلم الحكم في ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة لعد أن غصبت منه فترة .
ـ 13 ـ كان نفس رسول الله بنص أية المباهلة ، وجعل ذرية رسول الله من صلب علي صلاة الله عليهم .
ـ 14 ـ خصه النبي بغسله وتكفينه والصلاة عليه والناس اشتغلت بالتسلط على الحكم مضيعة لأمر الله .
ـ 15 ـ كان افقه المسلمين وأشجعهم وأزهدهم وأعلمهم وأحكمهم واقضاهم واعبدهم وأصوبهم رأياً ، واحتياج الناس إليه في معرفة أمور دينهم ولم يحتاج إلى أحد منهم .
ـ 16 ـ كل من سمع به من أصحاب الضمائر الحرة قدمه وأحترمه على جميع خلق الله بعد رسول الله ، حتى أصحاب الأديان الأخرى ينظرون إليه بإجلال وإكبار .
ـ 17 ـ كان آية الله المتجلية في أسماءه الحسنى في الأخلاق والسيرة بالعدل والإنصاف .
ـ 18 ـ جاءت في فضله ومناقبه كثير من الأحاديث والآيات وتشهد له أنه أفضل خلق الله بعد رسول الله ، فنزلة في حقه وآله سورة هل آتى والفجر والعاديات ، وآية التطهير وأية المودة وأية من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله وغيرها الكثير .
وفيه أحاديث منها أنه باب علم رسول الله و حديث الثقلين والغدير ، وحديث حبه أيمان وبغضه كفر ، وحبه عبادة ، وحديث الأخوة والوصاية والمنزلة والوراثة والحوض وسقاية الناس بيده في ذلك اليوم العصيب واللواء وغيرها الكثير.
ـ 19 ـ بنص حديث الطائر المشوي و أحاديث فتح خيبر وغيرها هو أحب الخلق إلى الله تعالى ورسوله ، حتى صار عنوان صحيفة المؤمن حب علي ابن أبي طالب .
ـ 20 ـ خلفاء رسول الله والأئمة من ولده ، وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وهو خير منهما ، وهو كفئ فاطمة الزهراء الذي زوجه الله تعالى بها ، صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين .من جيل المهاجرين والأنصار،