تأملات فى کتاب “باثولوجیا القومیه الرومانتیکیه الإیرانیه ” – القسم الاول

رستم خنیفر : صدر فى عام ١۴٠٢ الهجریه الشمسیه (٢٠٢٣ م) کتاب باللغه الفارسیه تحت عنوان “آسیب شناسی ناسیونالیسم رومانتیک ایرانی “(باثولوجیا القومیه الرومانتیکیه الإیرانیه ) بقلم الکاتب الأهوازی الأستاذ “عبدالرضا نواصری”  طبع فى طهران دار النشر “گام نو” و قوبل بترحیب واسع فی الأوساط الثقافیه الأهوازیه لأنه الکتاب الثالث للمؤلف فی هذا المجال.
حاول الکاتب أن یلتزم بالنقد العلمی الموضوعی البعید عن الإساءه الشخصیه للآخرین مع إن الموضوع حساس جدا فى ایران و ربما المیول القومیه العرقیه تجر الإنسان إلى العنصریه و الشوفینه لکن المؤلف ناقش الموضوع بعدل و انصاف و بنزاهه و شفافیه کبیره بعیدا عن أی تعصب و بعیدا عن العاطفه و المیول الشخصیه .
یتمیز الکتاب فى الأساس على إنه یتحدث عن قضیه کانت و مازالت من أهم القضایا التی لها تأثیر مباشر على سلوک الإنسان الذی یعیش فی داخل البلاد وخارجها و یحذر المجتمع من مخاطر العنصریه و الشوفینه .
هذا الکتاب فى اتجاهه التأملی العام یرتبط ارتباطا وثیقا بجذور القومیه الرومانتیکیه الإیرانیه حیث کتب على الغلاف الخلفى للکتاب فکره البحث بهذه الفقرات القصیره:
“القومیه الرومانتیکیه الإیرانیه و التی تم نشرها و الترویج لها منذ بدایه الفتره الدستوریه بآراء و أفکار منوری الفکر أمثال میرزا آقا خان الکرمانی و میرزا فتح على آخوندزاده ثم أصبحت الخطاب المهیمن و المشرعن للنظام الملکی البهلوی خلال تشکیل الدوله الوطنیه الحدیثه فى عهد رضاشاه و کانت النسخه الإیرانیه من القومیه الرومانتیکیه الألمانیه .
تتأثر هذه القومیه بشکل رئیسی بالمدرسه الرومنطیقیه و النظره الأیدیولوجیه و الحسره إلى الماضی مع نشر الکراهیه تجاه “الآخرین ” و استقرت على خصائص مثل العرق الآری؛ اللغه الفارسیه؛تقدیس رومانتیکیه تاریخ القدیم و بناء عصر ذهبی منها فى مواجهه العرب و الإسلام و الترک بأعتبارهم “الآخر”  للإیرانیین و الآن یتم تقدیمها کبدیل للمجتمع الإیرانی فى شکل خطاب القومیه الرومانتیکیه الإخمینیه الجدیده و قومیه ایران الحضریه .
یتطرق هذا الکتاب الی الآثار المدمره لآفات الماضویه الإیدیولوجیه؛النرجسیه و الغطرسه؛کراهیه الآخر ؛ محوریه اللغه القومیه الرومانتیکیه الإیرانیه و تأثیرها على الثقافه و التماسک الاجتماعی و الوطنی فى المجتمع الإیرانی .”
یتکون الکتاب من أربعه فصول حیث تناول الفصل الأول “الماضویه فى القومیه الرومانتیکیه الإیرانیه ” بحث الکاتب فى هذا الفصل   تدوین التاریخ برؤیه أیدیولوجیه قومیه فى أنحاء مختلفه فى العالم  و کیف یعزو المورخون کل النکسات و الإخفاقات و الهزائم إلى فتره تاریخیه محدده .
على سبیل المثال یبحث القومیون الرومانتیکیون الإیرانیون، عن أسباب تخلف ایران التاریخی فى العنصر العربی و وصول الإسلام إلى ایران و یبحثون عن مخرج من هذا التخلف فى استعاده العظمه و العوده إلى ایران القدیمه و نظام ایران الحضری فى الفتره الساسانیه التی   یعتبرونها   المدینه المثالیه و فیها الفضائل و المجد و العظمه.
فی هذا التاریخ من خلال اعاده بناء  و إصلاح تاریخ العتیق قبل الإسلام فى ایران تم اعتباره عصر المجد و العظمه و تم تقدیم تاریخ ایران ما بعد الإسلام للإیرانیین بمثابه عصر التخلف و الإنحطاط. و ایضا تم اعتبار العرق الإیرانی آریاً و التماهی بین الإیرانیین و  الأوروبیین کان  واضحا جلیا ، کما تم تقدیم العناصر العربیه و الترکیه و الإسلامیه  على أنها “الآخر” للإیرانیین ونسب الیهم تخلف ایران التاریخی.
 التاریخ القومی الذی تم تنفیذه من أجل بناء هویه وطنیه ایرانیه جدیده فى فتره القاجار و من ثم الفتره البهلویه الأولى أکد على تشکیل   هویه جدیده من مکونات أخرى مثل  تطهیر اللغه الفارسیه من المفردات العربیه؛  تبجیل الدیانه الزرادشتیه؛صنع عصر ذهبی من ماضی ایران  التلید و مرکزیه الملکیه لتطویر الهویه الوطنیه و خلق الوعى الوطنی .

و بطبیعه الحال ، حظى هذا التاریخ القومی بدعم من هیکل السلطه السیاسیه فى الفتره البهلویه  الأولى و الثانیه من خلال التعلیم العام و نشر کتب التاریخ المدرسیه فى المدارس و المراکز التعلیمیه بناء على سردیه التأریخ القومی بأعتباره القراءه الصحیحه الوحیده لتاریخ ایران . سته عقود من هیمنه التاریخ القومی الذی لم یعتبر نفسه سوى حمایه ماضی ایران المجید. أدى إلى عباده الماضی و تقدیس التراث فى جزء من المجتمع بناء على تصویر المورخین فى إطار الماضویه فتحول التراث إلى معتقد مقدس لا یقبل النقد .
یتبع …