حفل توقيع کتاب موسوعة الشعر العربی

شهدت قاعة آفتاب في مدینة الأهواز مساء الیوم حفل توقیع کتاب موسوعة الشعر العربي و هو من تألیف الدکتور عدنان غزي و ذلک بحضور عدد من الکتاب والشعراء والطلاب.و قبل بدأ فعاليات حفل التوقيع عزف مهدي صالحي على عوده حتى حضور الجمهور  .بدأ الحفل بتلاوة آي من القرآن الکریم بصوت القارئ الحاج حمید آذر بور […]

شهدت قاعة آفتاب في مدینة الأهواز مساء الیوم حفل توقیع کتاب موسوعة الشعر العربي و هو من تألیف الدکتور عدنان غزي و ذلک بحضور عدد من الکتاب والشعراء والطلاب.و قبل بدأ فعاليات حفل التوقيع عزف مهدي صالحي على عوده حتى حضور الجمهور  .بدأ الحفل بتلاوة آي من القرآن الکریم بصوت القارئ الحاج حمید آذر بور تلتها مشارکة شعرية من الشاعر مجاهد عمراني،الذي انشد قصيدة بحق رسول الله (ص) و اهل بیته علیهم الصلاه و السلام .

98900

بعد ذلک کانت کلمة مؤلف کتاب موسوعة الشعر العربي،الدکتور عدنان غزی الذی جاء فيها : کانت تطرح اسئلة : هل یوجد کتاب یضم کل ما يتعلق بالشعر العربي من الفصحي و النبطي و الشعبي، لهذا شرعت بکتابة هذا الکتاب قبل سبع اعوام.و شرح دکتور غزي ما تناوله من خلال هذه الموسوعة قائلاً: هذا الکتاب یحتوی علی کل ما یبحث عنه الطلاب ففي الفصل الأول تناولنا الشعر الفصیح و تطرقت لمجموعة شعرية من الشعر الجاهلة و المعلقات و من ثم مجموعة شعرية باسم المفضلات و بعدها الاصمعیات و تطرقت ایضا الی جمهرة اشعار العرب و خمسین نموذج من نماذج شعراء العرب و  دیوان الهذولین و ایضا تناولنا موضوع الحماسات في الشعر العربي و..کما تطرقت الموسوعة الی انواع الشعر الاخری کقصائد الصعلکویات و النقاقیات و قصائد المعارضات و…

مؤلف موسوعة الشعر العربي استمر شارحاً ماتناولته هذه الموسوعه الشاملة: خصصت فصل لانماط الشعر العربي مثل الشعر الحدیث والتفعیلة  و شعر البند الذي هو  نمط اهوازي و…. و ایضاً فصل یبحث في مداراس الشعر و فصل من هذه الموسوعة  یتناول اضلاع الشعر مثل الصرف والنحو و الصورة الشعرية و الخیال و… و ایضا تناولنا في هذه الموسوعة موضوع موسیقة الشعر و کل ما یتعلق بهذا الجانب.کما تطرقنا الی الحرکة الأدبیة في عصر ما قبل العصر المشعشعي و ادباء العصر المشعشعي و ادباء ما بعد العصر المشعشعي الی یومنا هذا و ذکر نماذج واسماء من شعراء هذه العصور.و في ختام حدیثه قال الأستاذ عدنان غزي: هذه المجموعة التي بین ایدیکم لا تخلو من اخطاء ، ان شاء الله سنعمل علی الجزء الرابع  من هذه الموسوعة و هي نافذة علی شعراء الشعر الشعبي في الأهواز في المستقبل. کما شکر السید ساکي مسؤول انتشارات کتیبة سبز الذي بذل جهده لطبع هذا الکتاب.

بعد ذلک کانت مشارکة باللغة الفارسیة للسیدة عاطفة هیبتي و التی قدمت مقطوعة أهدتها الی مقام المعلم والأستاذ، تلتها مشارکة شعرية للشاعر عبدالعظیم السوداني.

المشارکة الأخیرة کانت للمهندس عادل سواري الذی قال فیها:کل شعب لکی یصبح شعبا علیه أن یحصل علی عدة سمات و من هذه السمات ما یتشکل علی مر قرون و قرون. فکل شعب یفتقد الی هذه السمات التی یمکننا أن نسمیها سمات تاریخیة قد تتعرقل مسیرته لیصبح شعبا. أما لکی تتکون هذه السمات فلا یکفی فقط أن یمر علیه الزمن و إنما یجب کذلک أن تظل حیة عبر الأزمان. و ربما من أجل هذا کان حرص الأمم علی تدوین أحداثهم لیتولد من رکام هذه الأحداث المدونة سمات یمکن أن تتعالی علی التاریخ أو علی الأقل یمکن أن یرثها الناس عن تاریخهم. ربما یمکن القول أن الشعوب من دون هذه السمات لا تصبح شعوبا و من أجل ذلک فإنه لا وجود للشعوب فی الفترات قبل اختراع الخط حیث أصبح بامکانهم تدوین ما یهمهم. فالشعوب خلاصة ما یهمهم أو علی الأقل ما تبقی مما یهمهم عبر الکتب و الأقاصیص و الأساطیر. فهذا الرکام المدون هو الذی یجعلهم یتنفسون و یفکرون و هو اللحمة التی یصل بعضهم ببعض حتی لا یصبحوا مشتتین.

ثانیا: من خلال هذه الإشارة یمکن أن نؤکد أهمیة الکتابة بشکل عام و أهمیة الکتابة التی تتعلق بالتاریخ و بالتفکیر الإجتماعی و بالعواطف الجمعیة و الأساطیر و الأدب بشکل خاص. من خلال دراسة کل الأمم التی أصبحت الیوم أمما یشار الیها بالبنان یمکن رؤیة أن هذه الأمم بدأت مسیرتها فی کشف ذاتها من خطوة ذات أهمیة بالغة. خطوة یمکن أن نصفها بمحاولة إخراج الأدب و الأساطیر و البنی الفکریة الخاصة بشعبهم من ظلمات الصدور الشفهیة الی نور الکتب و الأوراق؛ و ربما یمکننا أن نسمی ذلک محاولة کتبنة الثقافة التی تعد الخطوة الأولی و الأساسیة فی کل مشروع لإعادة بناء الذات. و إننا نری مثل هذه الخطوة حتی عند أول المفکرین العرب فی العصر الجدید حیث حاولوا إعادة اکتشاف الذات و تدوینها ظانین أن تلک خطوة أساسیة لإعادة بعث الروح فی أمة تشتت و أصبحت منقسمة علی ذاتها. و لو لا محاولات هؤلاء المفکرین من أمثال بطرس البستانی و غیره لما کنا الیوم نتکلم عن اللغة العربیة و الشعب العربی بهذه الأریحیة و البدیهیة. هؤلاء عرفوا حقا أن لا سبیل الی إعادة بناء الذات سوی عبر کتابة تاریخ الفکر و المجتمع و خاصة تاریخ الآداب من شعر و نثر؛ إذ إن الشعر و الأدب بحق کان دیوان العرب.

ثالثا: صحیح أن کل ما یکتب ذو قیمة کبیرة لا یمکن الإستهانة بها و صحیح کذلک أن کل ما یکتب فی مجتمعنا الذی یعانی ندرة فی الکتابة و الکتّاب ذو قیمة أکبر بکثیر قیاسا الی المجتمعات الأخری التی لا تعانی أزمة الکتابة بمقدارنا(و الواقع أننا یجب أن نزن کتب مؤلفینا بالذهب و الجوهر لقلة ما ینتج فی مجتمعنا و عنه و لکثرة أهمیة هذه النوادر التی تظهر بین الحین و الآخر هنا و هناک)؛ نقول صحیح أن کل ما یکتب فی مجتمعنا هو ذو قیمة و قدر غیر متناهیین إلا أن هناک درجات تفصل بعض الکتب عن بعضها. فبما أننا مجتمع یسعی الی تأکید ذاته و الی إعادة بناء هویته فإن الکتب التی تصب فی هذا الإتجاه ربما تکون لها قیمة أکبر دون أن یعنی ذلک المساس بقیمة الکتب الأخری. فالکتب التی تتصل بتدوین تاریخ المجتمع و بتدوین معارف المجتمع عبر التاریخ و خاصة الکتب التی تعنی بتدوین الأدب فی مجتمعنا بطریقة علمیة هی ذات أهمیة أکبر قیاسا الی بقیة أنواع الکتب و لذلک علینا الإعتناء بها أکثر من قریناتها.

رابعا: الی جانب الأهمیة التی تکتسیها الکتب التی تعنی بالتاریخ و بتاریخ المعارف و أهمیة الکتب التی تعنی بتاریخ الأدب(حیث تجعلنا نعی الرکام الذی نقف علیه الیوم و الذی یتشکل منه روحنا المجتمعی) فإن هناک أهمیة یکتسیها أی عمل موسوعی فی مجتمعاتنا بل و فی کل المجتمعات. و بالنظر الی ماضی الشعوب فإننا نجد أن الخطوة الأولی فی کثیر من الحرکات النهضویة الثقافیة بدأت من مشاریع موسوعویة و منها الثورة الفرنسیة التی قادها ما یوصفون ب”أصحاب الموسوعة”. ربما من أجل ذلک أدرکت معظم الدول و الشعوب الیوم فی العالم المعاصر أهمیة العمل الموسوعی و تدوین الموسوعات و تشکلت علی أثر ذلک مؤسسات تعنی بتدوین الموسوعات فی العالم أجمع و خصصت لها المیزانیات الکبیرة جدا. حتی و إن یعض الدول تعد میزانیة مؤسسات تدوین الموسوعات من المیزانیات العامة الحکومیة. و إن ذلک یشیر الی أهمیة هذا العمل و أهمیة الموسوعة فی تشکیل هذا التراکم المعرفی الضروری من أجل أیة بدایة جدیدة.

خامسا: إضافة الی ذلک فإن من المهم جدا التحلی بالروح العلمیة حین الکتابة بشکل عام و حین کتابة العمل التاریخی و الموسوعی بشکل خاص. لأننا من دون التمسک بالطریقة العلمیة فسوف نظل نردد کالببغاوات کلام السابقین دون تمحیصه لیختلط بذلک فی کلامنا الغث بالسمین و الغالی بالرخیص. و نظرا للأسباب التی ذکرناها من ضرورة إعادة بناء الذات فإن التمسک بالعلمیة یصبح أشد إلحاحا و ضرورة ضمن کتابة أی عمل موسوعی فی مجتمعنا. لأن مثل هذه الأعمال فی مجتمعنا و هو مجتمع ندرة الکتابة کما ذکرنا یعد لبنة و أساسا أعوج لا یمکن تشیید بناء متکامل علیه.

سادسا: الکتاب الذی بین أیدینا الیوم مبارک لأربعة أسباب. فهو أولا کتاب کتبه واحد من أبناء شعبنا العربی الأهوازی و فی ظل غیاب کثرة من الکتاب فی مجتمعنا فإننا یجب علینا الإحتفاء بهذه القلة المثابرة الجاهدة الساعیة الی الضوء. ثانیا فإنه کتاب یختص بتاریخ معارفنا المجتمعیة أو بفرع من هذه المعارف و هو کما ذکرنا أهم هذه الفروع لبناء الهویة ربما؛ تاریخ الأدب الشعری فی الأهواز؛ متاع نحتاج الیه أشد الحاجة فی سبیل الخروج من ظلمات الصدور الشفهیة الی نور أوراق الکتب و الإجتماع. ثالثا فإنه عمل موسوعی و لیس العمل الموسوعی بالعمل الهین و القلیل. فالعمل الموسوعی عمل یؤسس لمرحلة جدیدة و طمح هذا الکتاب لیکون کذلک و إنه مبارک من أجل ذلک. و رابعا فإنه عمل بذل مؤلفه جهدا کبیرا لیتحلی فیه بالروح العلمیة لیخرج منه الغث و یبقی فیه السمین. و مثل هذا العمل یصلح لکی یکون بادرة خیر یبنی علیها الآخرون من أبناء شعبنا.

سابعا: لا یسعنی إلا أن أشکر الکاتب علی الجهد الذی بذله علی مر السنین و أدعوه و من معه من الکتاب و الباحثین الی بناء مؤسسة تعنی بإصدار موسوعة شاملة من عدة مجلدات تتناول آدابنا و تاریخنا الشفهی بأکمله و أرجو أن یأخذ ذلک علی محمل الجد. کما أشکر الإخوة علی إقامة مثل هذا الحف لما فیه من خیر و أثر إیجابی علی حرکة التدوین و الکتابة و إنماءها فی مجتمعنا.

المصدر: موقع بروال