الانانیة عند البعض و علاجها!

ليست الانانیة متطابقةمع محبة النفس بل هي متطابقة مع عكسها . ان الانانية نوع من الشره و هي مثل كل شره تحتوي علی زعزعة نتيجة عدم وجود اشباع حقيقي اطلاقا” . ان الشره عبارة عن حفرة لا قرار لها تستنفذ الانسان في جهد لانهاني لاشباع الحاجة بدون الوصول اطلاقا” الی اشباع . و الملاحظة الدقيقة […]

ليست الانانیة متطابقةمع محبة النفس بل هي متطابقة مع عكسها . ان الانانية نوع من الشره و هي مثل كل شره تحتوي علی زعزعة نتيجة عدم وجود اشباع حقيقي اطلاقا” . ان الشره عبارة عن حفرة لا قرار لها تستنفذ الانسان في جهد لانهاني لاشباع الحاجة بدون الوصول اطلاقا” الی اشباع . و الملاحظة الدقيقة تبين انه بينما يكون الشخص الاناني دائما” قلقا” فيما يتعلق بنفسه ،فأنه لا يكون قانعا” اطلاقا” ، دائما” يكون مساقا” بالخوف من ان ان لا يكون قد حصل علی ما فیه الکفایة ، الخوف من ان يكون قد نسي شيئا” و انه محروم من شئ .

انه ممتلئ بحسد حارق تجاه كل شخص يكون لديه اكثر . و اذا لاحظنا بدقة أشد ، و خاصة الديناميات اللاشعورية ، سنجد ان هذا النوع من الاشخاص ليس مغرما بنفسه اساسا” بل هو يكره نفسه حتی الاعماق . و اللغز في هذا التناقض الظاهري من السهل حله . الانانية كامنة في هذا النقص من ان یکون الانسان مغرما بنفسه . ان الشخص الذی لیس مغرما بنفسه و الذي لا يستحسن نفسه هو في قلق دائم فيما يتعلق بنفسه . ليس لديه الامان الباطني الذي لا يمكن ان يوجد الا علی اساس الغرام الاصیل و التأكيد الاصيل . يجب ان يكون معنيا”بنفسه ، شرها في الحصول علی کل شئ لنفسه نظرا” لانه بنقصه اساس الامان وو الاشباع . و الامر نفسه یصدق علی ما یسمي بالشخص النرجسي الذي لا يعني بالحصول علی الاشیاء بقدر ما یعجب بنفسه . و بینما یبدو سطحیا” أن هؤلاء الاشخاص مغرمون بأنفسهم ، فإنهم بالفعل ليسوا مغرمين بأنفسهم و ان نرجسيتهم مثل الانانية هي افراط في التعويض عن النقص الرئيسي في محبة النفس .

مهدي جبوري