بحوث فی الاخلاق 1 ( الخیر و الشر) – محاضرات سماحة العلامة الدکتور سید احمد الموسوی فی مدینة مشهد المقدسه

تلمیح:تزامنا مع شهر رمضان المبارک اقیمت محاضرات حول البحوث الاخلاقیة و ایضا عقائدیة السماحة حجت الاسلام و المسلمین العلامه الدکتور سید احمد الموسوی بدعوة من قبل العتبة الرضویة و خلال هذه المحاضرات قد بین فیها سماحة العلامه الموسوی الضایا الاجتماعی التی یعانی منها المجتمع الاسلامی و اوضح للزائرین و المجاورین کیفیة معالجة هذه المراض النفسیه […]

تلمیح:تزامنا مع شهر رمضان المبارک اقیمت محاضرات حول البحوث الاخلاقیة و ایضا عقائدیة السماحة حجت الاسلام و المسلمین العلامه الدکتور سید احمد الموسوی بدعوة من قبل العتبة الرضویة و خلال هذه المحاضرات قد بین فیها سماحة العلامه الموسوی الضایا الاجتماعی التی یعانی منها المجتمع الاسلامی و اوضح للزائرین و المجاورین کیفیة معالجة هذه المراض النفسیه و اکد علی تزکیة النفس و اشتغالها بذکر الله سبحانه و تعالی و فعل الخیر.الیکم بمایلی نصوص من تلک المحاضرات التی اقیمت فی مدینة مشهد المقدسة و فی جوار مضجع مولانا الامام علی ابن موسی الرضا علیه آلاف التحیة و الثناء .

الحمدُلله ربِ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقِه وأشرف رُسله حبيب إله العالمين المصطفى الأمجد أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُر الميامين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الله سبحانه وتعالی لیس البر بان تولوا وجوهکم قبل …..الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من روح وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِی]]سورة الحجر-آية 29[وخلقه من طين (انی خالق بشرا من طین ) ص71فطرة وطبيعة هذه الصفات الرذيلة تختصُ بطبع الإنسان فمثلاً يقول الله سبحانه وتعالى إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً[سورة المعارج – آية 19]أي إنسان لا يفرق رجل دين ، أستاذ جامعة أم إنسان عادي ، ذكر أم أنثى خلق هلوعاوَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً[سورة المعارج – آية 21]

أي يعني الخير يريده لنفسه فقط ، أفضل سيارة لنفسه وأفضل منزل لنفسه و ثروة لنفسه كل شيء يريده لنفسه منوع،فقط الخير يريده لنفسهإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً[سورة المعارج – آية 20]جزع لديه أي إذا يسلب من عنده أو يأخذ منه شيء يصبح لديه جزع هذه الصفات ترجع لطبع الإنسان وليس فطرة الإنسان فمن جملة طبع الإنسان الصفات التي موجوده فيه الشُحوَأُحضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ[سورة النساء – آية 128]الشُح درجة أعلى من البخل فهذه الصفات تمنع الإنسان بإن يتكامل تمنع الإنسان يصل إلى الله سبحانه وتعالى تمنع الإنسان أن يكون من الصائمين القائمين الراكعين الساجدين ، فعلی الإنسان أن يكافح ، يكافح هذه الصفات طريق ثاني ليس موجود ، حتى ينتصر وإذا لا يكافح يتأسر يصبح أسير لشيطان لآخر عمره يكون أسير لشيطان ، الکفاح مع هذه الصفات حتى يغلب ولا يخاف من شيء وهذا البخل والشح في الإنسان موجود في المرأة موجود في الرجل موجود ، طريق الخلاص منه ماذا ؟الإنفاق ، الإنسان ينفق ، أعطي لا تخاف إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ[سورة الذاريات– آية 58]ليس انت الرازق بل الله هو الرزاق ، ألانفاق صعب ؟

الإنسان يحتاج إلى المال لكن المال على قدر إحتياجه أنت أخي العزيز/أختي الكريمة لكنت زائر قادمون من بلدكم إلى بلد اخرى في الفندق لديكم ثلاجة تستفيدون منها ، لديكم برادة تستفيدون منها ، أيضاً موجودة سجادة تستفيدون منها .لكن هنا إستفادتكم منها كعارِية أي يعني ثلاجة تتعطل لا مشكلة ، لا توجد بينكم وبينها عُلقة هي عارِية تستفيدون منها .الإمام جعفر الصادق (سلام الله علیه) يقول : ( وأجعل مالك كعارِية تردها) [الفقيه: ٤ / ٤١٠ / ٥٨٩٢]أي يعني هذه العُلقة لا تحدث كمثل المسافر الذي بالفندق يستفيد من جميع الأشياء التي موجوده عنده ، لكن عُلقة مع هذه الأشياء غير موجودة فأي أموال لدينا في الدنيا نستفيد منها كالعارِية .العارِية : عقد من العقود الإسلامية إذا أنت تذهب تستعير شيء من صديقك أو أخيك عارِية تستفيد منه ثم ترده إليه لا تملكه ، المالك يبقى على ملكيته .أنت تقول له أعطني سيارتك عارِية أذهب فيها إلى قُم ثم أعود يقول لك تفضل.هذه عارِية، العارِية لأخذتها تستفيد منها لكن لا تمتلكها المالك من ؟ المالك هو الأصل ، أنت فقط تستفيد من منافعها وتردها إليه ، فالأموال فی النیا التي تكون لديك أستفيد منها علی قدر الضروره لكن لا تكون عُلقة موجودة عندك بينك وبينها.

و يقول الله سبحانه وتعالى : أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ والله عنده اجر عظیم[سورة الأنفال – آية 28]الله سبحانه وتعالى يُفتنّه بهذه الأموال أنت الذي جعلك ثري و جعلك غني ليس من شطارتك لا! الله سبحانه وتعالى يريد أن يمتحنك ، شخص يريد الله سبحانه وتعالى يمتحنه بالفقر وشخص آخر يمتحنه بالثروة .الإنفاق نتطرق إليه فيما بعد بشكل أوسع ولكن أنفق على أولادك ، أنفق على زوجتك ، أنفق على والديك ، أنفق على أرحامك ، أنفق حتى تكافح هذه الخصلة التي موجودة بوجود الإنسان .فالكلام حول البّر حتى نكون من الأبرار عندما نقول رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ[سورة آل عمران – آية 193]أي إن الله سبحانه وتعالى يحدد البّر( لیس البر ان تولوا وجوهکم قبل المشرق والمغرب ولکن البر من امن بالله و…)وبالتالي يأمرنا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ[سورة المائدة – آية 2].

البّر : عمل مركب من شيئين هذان الشيئين يكونان موجودان و شيء واحد من دون الثاني لا يكون بّر ، وهما الإيمان والعمل الصالح .يقول الله سبحانه وتعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ[سورة النحل – آية 97] أي الإنسان إذا يعمل عمل وليس فيه إيمان ، ليس له فائدة وأي عمل في الدنيا بدون إيمان لا يُقيس مع العمل الذي يوجد فيه الإيمان .أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّوَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ[سورة التوبة – آية 19]سُقية الحاج عمل مفيد وفيه ثواب وعمارة المسجد الحرام أفضل.أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ [سورةالتوبة–آية19]لا! من أمن بالله أفضل من الذي يعمر المسجد الحرام ، الذي يؤمن بالله أفضل من الذي يسقي الحاج بدون الایمان بالله.فهنا هذه الآية تقول العمل مع الإيمان يصبح عمل بّر وهذا البّر الذي الله سبحانه وتعالى يأمرنا به لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءآمَنَ بِاللّهِ و….[سورة التوبة – آية 177]الإيمان بالله تعمل هذا العمل قربة إلى الله عندما تنفق لله سبحانه وتعالى ، قُربةً ، حتى تقرب نفسك إلى الله سبحانه وتعالى وهذا الإنفاق.وهنا بهذه الآيةوَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى[سورة البقرة – آية 177] أي يعني القريبين لك أخي العزيز/أختي العزيزة ( لا صدقة وذو رحم محتاج) [الفقيه/2/باب فضل الصدقة/1740]إذا لديك من أرحامك إنسان فقير، إنسان مسكين ، إنسان محتاج ،الصدقة التي تعطيها للغير لا معنى لها ( لا صدقة) هنا معناها صدقة كاملة مثل ما يقول ( لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) يعني لا صلاته كاملة.

فإذا تريد صدقة كاملة ، صدقة بأجر كامل أبدأ بذوي القربى ، الله سبحانه وتعالى ذكر هنا أول ذوي القربى وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى[سورة البقرة – آية 177]اتريد ان تكون من الأبرار؟ بالإنفاق ، على من أنفق ؟ تسأل الله سبحانه وتعالى يقول لك على ذوي القربى بالأول ذوي القربى .اخي العزيز قادمين على مناسبة عيد الفطر فرح وادخل السرور في قلب ذوي القربى إذا عندك مساكين إذا بذوي القربى لديك محرومين إذا ذوي القربى عندك فقراء ، تعرفهم أكثر من غيرهم نسق مع الزوجة واشتري لهم لباس للعيد مثل ما تفكر و تريد ان تفرح وتدخل السرور على قلب أولادك أدخل أيضاَ السرور على ذو الرحم إذا دخلت السرور الله سبحانه وتعالى يأخذ الصدقة ويأخذ المال الذي تنفقه قبل أن يأخذه الفقير ويجعل البركة أي لا تفكر من أن تعطي من مالك فمالك يقل لا! هذا أولاً تكافح هذه الخصلة الرذیله التي موجودة في وجود الإنسان والشيطان يركب على هذه الخصلة الشُح وامثالها ويسُوق الإنسان ويأخذه للمكان الذي هو يريده .فأول ذوي القربى وبالتالي وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ [سورة البقرة – آية 177]اليتيم: الذي ليس لديه والي ، ليس لديه له أب .فالله سبحانه وتعالى مقدم اليتامى أول أعطي اليتامى أنظر لليتيم الذي ليس لديه والي هذا مقدم .أولاً ذي القربى وبالتالي تذهب لليتامى من بعد اليتامى المساكين .المسكين : ليس لديه مال لكن عنده أب .وبعده إبن السبيل