عرب الأهواز و عزلتهم

مسعود عباسی الطائی: من فجر التاریخ وحتى الآن ، ظهرت الدیانات السماویه لقیاده البشریه إلى مجتمع أسمى وتقدم وازدهار و خروجه من العزله و الإنطوى ( لتعارفوا) على نفسه( و لأن الدین یخاطب الجمع و یهدی الجمیع و لا یؤید الوحده و التوحد النفس) حیث أن الیوم فی امتداد تاریخ البشریه الماضی أصبح لا یمکن […]

مسعود عباسی الطائی: من فجر التاریخ وحتى الآن ، ظهرت الدیانات السماویه لقیاده البشریه إلى مجتمع أسمى وتقدم وازدهار و خروجه من العزله و الإنطوى ( لتعارفوا) على نفسه( و لأن الدین یخاطب الجمع و یهدی الجمیع و لا یؤید الوحده و التوحد النفس) حیث أن الیوم فی امتداد تاریخ البشریه الماضی
أصبح لا یمکن بإستطاعت شعب او مجتمع او حتى فئه أن تعیش منعزلهًً عن العالم الخارجی داخل حدود بلادها او حییها ، لأن وسائل المواصلات الحدیثه ، قاربت ما بین البلدان و اخترقت کل الطبقات الاجتماعیه المحافظه و غیر محافظه بصوره لم یسبق لها مثیل فی التاریخ …
فبالإضافه إلى السیاره والهاتف والتلغراف التی لعبت دوراً عظیماً بل محوریاً فی عالم الاتصال والمواصلات ، دخلت ساحه المواصلات الطائره وغیرها من تقنیات متطوره و الحدیثه و طبعا مرشحهً لتطورات أخرى . فأصبح عالم الیوم صغیر للغایه.
 وقد ترتب على ذلک أن انفتحت الشعوب بعضها على بعض و الممکن لأن لا تسطیع غیر ذلک ، وأصبح ما لدى کل منها قابلاً لأن یؤثر فیما عند الآخرین ویتأثر به ، عند الأفراد والشعوب على السواء ، وکما لایحسن بالفرد أن یأخذ من الآخرین دون أن یعطی ، کذلک لایحسن بشعب من الشعوب أن یکون عائق على الشعوب الأخرى ، یأخذ منها ولایعطیها …
ومجتمعنا العربی الأهوازی ، مثل بقیه شعوب و مجتمعات العالم ، یستلزم علیه الانفتاح على العالم الخارجی ولا أقصد هنا بالتحدید خارج البلاد بل بالدرجه الأولى أقصد داخل البلد الإیرانی أکثر من أی وقت مضى ، وذلک بسبب وسائل الاتصالات والمواصلات . و اذا لا نقرأ المستقبل سوف لن یبقى لنا مستقبل أصلاً . فضلاً عن وجود کوارث المتتالیه التی تحوم من حولنا .
من هنا یتوجب على مجتمعنا العربی أن یکون واعی و أشد الوعی فی عملیه الانفتاح على العالم الخارجی ، لأن هذا الانفتاح قد یکون نعمه کبرى وقد یکون محنه شدیده . و تعلمون لکل شئ سلبیات و إیجابیات
یمکن أن تکون نعمه کبرى ، إذا کان ما یؤخذ من الآخرین یؤخذ عن وعی ومعرفه وتخطیط . وهذا یقتضی أن یکون لنا مقاییس خاصه نقاس بها الأمور و أ(قصد الأمور الاجتماعیه) ، ویحکم بها على ما هو نافع وما هو ضار . فلیس کل وافد من الخارج جیداً ینتفع به ، ویتلاءم مع بیئتنا ومتطلبات حیاتنا . وینبغی أن نتذکر أننا لسنا مجتمع حدیث نأخذ من الآخرین دونما تمییز . فنحن اولاً جزاءً من الأمه العریقه الذی أعطت الکثیر للمجتمع البشری . ولنا مقوّمات شخصیتنا الحضاریه الخاصه بنا . وما نأخذه من الآخرین ینبغی أن یکون منسجماً مع قیمنا ومبادئنا وشخصیتنا .
ویمکت أن یکون هذا الانفتاح محنه شدیده ، إذا کان یعنی الأخذ من الآخرین دون وعی وتمییز وتدبر . ذلک أن أخذاً کهذا سیترتب علیه امحاء شخصیتنا الحضاریه ، واندماجها فی شخصیات المجتمعات الأخرى ( کما من هنا و هناک نرى بعض الإرهاصات) . وبالتالی انتهاء قدرتنا على الطلاء المستقل .
على المواطن العربی الاهوازی أن یتذکر دائماً أن انفتاح الشعوب بعضها على بعض یتطلب أن یسهم کل شعب منها فی عملیه العطاء . حیث یعطی أفضل ما عنده لیستفید منه الآخرون ، ویأخذ من الآخرین أفضل ما عندهم للاستفاده منه .
والشعب او المجتمع الذی یفهم عملیه الانفتاح إنها عملیه أخذ من الآخرین دون إعطاء لهم ، إنما یشبه التاجر المفلس الذی یرید أن یدخل فی شرکه مع تجارٍ آخرین دون أن یکون معه مال یسهم به معهم فالشرکه. وإغناء الحضاره العالمیه غالباً ما یکون نتیجه تفاعل ما بین الحضارات المختلفه . إذ أن کل حضاره لها ممیزاتها الخاصه ، وقد تکون هذه الممیزات غیر موجوده فی الحضارات الأخرى ، فتحصل عملیه الإغناء عن طریق التقاء الممیزات الحضاریه المختلفه معاً (تارهً حتى یقال غزو ثقافی) ، فی تمازج نافع فیما بینها ولیس فی ضباع الواحده منها فی الأخرى و(فنائها فیها =الیناسیون)
بقی أن نتذکر نحن العرب ، ونحن ننفتح على العالم الخارجی هذا لابد منه ، وعلى المجتمعات الإیرانیه أخرى على سبیل المثال بصوره خاصه ، أن امتلاک القدره على صناعه هذه الأدوات ، ومعرفه العلم اللازم لهذه الصناعه(الانفتاح) ، وأن علینا أن نسعى او نفکر أولاً لامتلاک تلک القدره وهذه المعرفه ، لکی نتمکن نحن من صناعه ما نحتاج بأیدینا.
. ولذا فإن علینا أن نحرص علیها کل الحرص تقدیراً لها من ناحیه وحفاظاً على شخصیتنا الخاصه بنا من ناحیه أخرى. .
ولأن للثقافه العربیه جذراً فریداً ، خاصهً أن لها لغتها الخاصه ، فمن الصعب جداً تدمیرها ، وإذا لم ننسى ، فی الذاکره التاریخیه لهذه الأمه ، فقد ترأست البشریه. فالمکون الحقیقی تاریخیاً نمتلکه یبقى بدأ حوار و تخطیط حتى نخرج من الإنطوى و (العزله) على أنفسنا واستنشقا الجو العطر من طبق الانفتاح السلیم مع الشعوب و المجتماعات الأخرى .